بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الصالحين وعلى من اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
قال الله تعالى في كتابة الكريم " وأما بنعمة ربك فحدث " سورة الضحى آية 11
اسمي جوليان جدعون من مواليد 1980 وقد أصبحت مقيما في أوروبا ، وبالتحديد في السويد منذ عام 1993 .
ولعل اهم حدث وراء تحريري لهذه المحاولة المحتشمة في ضبط أبرز مرحلة في حياتي هو دخولي الإسلام سنة 1998 في سني 18 وكان ذلك في السويد مع العلم أنني لم أعرف قبل ذلك عن الإسلام إلا القليل .
ومن بين الأسباب التي يمكن أن تفسر افتقاري لمعرفة الإسلام هي الحرب الأهلية التي قامت في وطني لبنان في الفترة التي امتدت من سنة 1980 إلى سنة 1993 التي كرست الحقد والكراهية بين مختلف الطوائف والتيارات السياسية والدينية .
وقد كنت في تلك الأثناء من سنة 80 إلى بداية 98 منتميا إلى الطائفة الكاثوليكية على غرار عائلتي التي كان بعض أفرادها من المشاركين في تلك الحرب وبالتالي لم أكن أسمع إلا الأشياء المشبوهة عن الإسلام والذي برز لي بشكل مغاير لحقيقة الدين الحنيف ومن ثم كنت أتلقى صورة خداعة يعتمدها أعداء الإسلام قصد الإساءة إلى الإسلام وتنفير الأنظار عنه واستقطابهم لمصالحهم السياسية والمادية .
كيف اتضح لي الصواب من الخطأ ؟
للإجابة عن هذا السؤال لابد أن نمر إلى الحديث عن المراحل التي أدت لدخولي الإسلام والحمد لله إلى ما هدانا إليه والتصديق بما جاء به الأنبياء جميعا .
وإذ بعد هجرتنا إلى أوربا ومجيئنا إلى السويد واحتكاكي بالجالية المسلمة بدأت تلك الصورة المشوهة للإسلام والمسلمين التي تلقيتها طوال طفولتي في لبنان تبرز لي بعيدة كل البعد بل ومغايرة تماما لجوهر الإسلام وحقيقة مبادئه وتلك الصورة التي كان يرسمها العالم من حولي وخصوصا الدعاية الغربية الخداعة عن الإسلام والمسلمين كالإرهاب والإجرام والتخلف وما إلى ذلك من الصفات السلبية والقصص الغير مرغوب بها .
ومن هذا المنطلق بدأت أشكك في كل ما تلقيته من أفكار مسبقة حول الإسلام وأراجع ذاتي أنه من الأجدر القيام بمطالعات وبحوث وقراءات حول كافة الأديان من جهة وحرب لبنان من جهة ثانية وقد تم ذلك أثناء التعلم ما قبل الدراسة الإعدادية .
وبالتالي أدركت أن المسلمين يؤمنون بالسيد المسيح ( عليه الصلاة والسلام ) وهكذا أصبح لي موقفا مغايرا من الإسلام والمسلمين يقوم على الاحترام والتقدير والتعاطف . في تلك الأثناء ولأسباب عائلية انتقلت للعيش وحدي في شقة بنفس المدينة التي تقطن فيها عائلتي بجنوب السويد، وقد ساعدتني تلك الفترة من حياتي على التأمل والاطلاع والبحث المستمر على الحقيقة وأهمية التدين في حياة الإنسان وخاصة الالتزام دينيا لتجنب الهفوات والمعاصي التي يمكن أن يقع فيها الإنسان ولعل نتيجة الانكماش على الذات التي عشتها هي ما حدث لي ذات يوم وأنا مستلقي على سريري في ليلة كنت أفكر في هذه الدنيا والحياة التي أعيشها وأتسأل هل هي تقتصر على العمل والأكل والنوم وغيرها من المهام اليومية أم هناك آخرة وحساب وحياة ما بعد بعد الموت ؟
كما كنت أتسأل عن جدوى التزامي الديني لأنني لم أكن أبدا ملتزما وإنما كنت اتذكر الله فقط عند حدوث المصائب والإحساس بالخوف لطلب مساعدته ، الأمر الذي جعل ضميري يؤنبني وكأنه يقول لي إنك مخطئ بحق ربك فكيف يجوز لك ذلك؟