الإنكليزية الصغيرة الحلوة، تتمتع بإحساس وشطارة أكثر من محنّكي هوليود، شاهد تمثيلها، أنوثتها الواضحة، تمثيلها في فيلم (إيما تومبسون) الجديد، وراقب صعود نجمة جديدة .. اسمها كيت وينسليت. أدت دور الأختَ الصغرى المتهورة لإيما تومبسون في فيلم (معاني وأحاسيس)، فيلم تومبسون الذي استوحته من روايةِ جين أوستين.
كان المديح كثيراً على الفيلم، وترشيحات الأوسكار هي الضمانُ، فالممثلة إيما تومبسون مرشحة لأفضل ممثلةِ ولأفضلِ كتابة للسيناريو، واسم وينسليت، سجل مسبقا في ترشيحاتِ الكرةِ الذّهبيةِ، لَرُبَما تحصل على ترشيح أفضل ممثلةِ مساعدة. في نفس الوقت، الكلام اللّطيف عن وينسليت ذات العشرون عاماً الواثقة من نفسها وغير المرتاحة مع نفسها، على الرغم من أن أوراق اعتمادها النّامية والأوسمة التي كسبتها.
"لقد أحببت العملَ الذي عَملتُه، والحقيقة بأنّني قَدْ عَملتُ في كل هذا"، هكذا همست وينسلت، كما لو أنها مندهشة بشكل نهائي، لكونها هنا في فيلمِ رئيسيِ. بالنسبة لوينسليت، عملها هو استمرار تربيتها، لَيسَ طمعاً للشّهرةِ. وتَقُولُ وينسلت عن مهنتها حتى هذه المرحلة: "كان هذا رائعاً فقط، وقَدْ تَعلّمتُ الكثير خلال هذه التجربة". وتواصل: " لقد تَركتُ المدرسة في السادسة عشرة (بدبلوماِ المدرسة الثانويةِ الكنديةِ) وقَدْ عَملتُ مباشرة بعد أن تَركتُ المدرسةَ. وبعد ثمانية أيام فقط من امتحاني الأخيرِ، بدأت العمل لمدة عشرة أسابيع، ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل بشكل متواصل تقريباً. لكنني اَشْعر بأني أوَدُّ أَنْ أَتعلّمَ أكثر. ومن الطبيعي أَنْ لا تكتفي من التعلم. ولا يُمكنُ أَنْ تكتفي أيضاً بالمعرفة. ولا يُمكنُك كذلك أَنْ تَوقفَ التطور والتَغيير. وأَعتقدُ بأنّ هذا شيء يحتاج منا كل الاهتمام والعمل. ". هكذا قالت كيت وينسلت.
كَانَت وينسليت ومازالت تَعْملُ على هذا المبدأ على فترات. فقَدْ اكتشفت وينسلت كموهبةِ مبتدئة في السابعة عشرة في فيلم "بيتر جاكسون" (مخلوقات سماوية Heavenly Creatures). حيث لَعبَت فيه دور البنتَ الإنكليزيةَ المولدَ والتي تُشاركُ في جريمةِ مريعةِ في حب في نيوزيلاندا الخمسينات، وتُصوّرُ حالياً الدور الرئيسي في فيلم (جودي)، المستندة على رواية (توماس هاردي) المعدلة (جودي الغامضة Jude The Obscure)، وهي من قصّص الحبِّ المأساويةِ في القرن التاسع عشر. المستشارون والنقاد قلقون عليها الآن، من أن تحصر نفسها في فخ فيلم (مشاعر وأحاسيس)؟
تقول وينسل : "بالتأكيد أعتقد بأنه فخُّ، لكن لا.. أنا لا أَهتمُّ أو اَقْلقُ لهذا، فأنا الآن سعيدة فقط بأنّي ما زِلتُ اَعْملُ. لقَدْ قَابلتُ بعض الناسِ المذهلين وقَدْ تَعلّمتُ كثيراً وعندي خبرة كافية، فكل شخصية قدمتها كانت مختلفة جداً، وهذا لا يَقْلقني. بعد قول هذا، اَحْبُّ أَنْ أُحرقَ المخصِّر واَحْلقَ رأسي وأُقسمَ كثيراً في الفيلمِ. أَعتقدُ، بأن هذا سَيَكُونُ عظيماً. واَحْبُّ الوشم قليلاً". لننسى الوشمَ. فلقد حذروها من الَتدخّلُ بإلْقاءِ بعض الأدوار. إضافة إلى أنها قد حسمت مسألة الأصابع المزينة بمجموعةِ من الخواتم الفضّيةِ الشاذة. وإلا، فوينسليت معتدلة حسنة الكلامُ، ومتواضعة في عملها الخاصِ ومتسامحة في مدحها لزملائها الممثلون، خاصةً إيما تومبسون. . فالاثنتان مؤمنتان بالمجموعةِ. ومن الواضح بأن وينسليت مازالت مرعوبة بعض الشيء، وتَشْكرُ تومبسون بشكل مفتوح لإعطائها الفرصةِ في فيلم (معاني وأحاسيس) وللقيادةِ والرّفقةِ في المجموعةِ. وتقول وينسلت عن معلمتها: "طبيعتها مفتوحَة وصادقَة، وهي ذات شخصية عاطفية انفعالية جداً، وبطريقةٍ ما تَتسرّبُ كل هذه المشاعر والأحاسيس خارجها، مع أن مقدرتها في السيطرة على هذه المشاعر شيء جيد حقاًً. هذا على الرغم من اضطراب تومبسون الشّخصي، فقد كَانتْ في طور إنهاءِ زواجها من كينيث براناغ . وكَانتْ إيما سعيدة جداً (في المجموعةِ)".. هكذا قالت وينسليت عن المرأةِ التي تَدْعوها "صديقتي المفضلة، كَانتْ عظيمَة، واضحة جداً. اَعْني، إنها ممثلةُ رائعةُ، بالتأكيد رائعة. وأنا أقدرها جداً ! " والباقي...........................................................................
كيت وينسلت، الأخت الصغري لـ إيما تومبسون في فيلم (مشاعر وأحاسيس Sense And Sensibility)، والمرشحة للأوسكار، تكبر بشكل سريع، وتثير المشاعر في مهرجان كان ـ وهي بعمر العشرين عاماً ـ بأدائها دور (جودي) في رواية توماس هاردي المعدلة (جودي الغامضة Jude The Obscure). وينسلت.. ذات الجمال المتألق، مثلت (ظل العروس سو Sue Brideshead)، و(حب جودي الإستحواذي الدائم Jude's lifelong obsessive love). وشاهدناها في دراما جنسية مثيرة في مواجهة مباشرة مع الممثل كرستوفر إكليستون، حيث تعرض عريها كاملاً أمام الكاميرا
وفي مقابلة معها بعد عرض فيلم (Jude)، تقول: لم يكن سهلاً أن أتعرى، لكن ذلك كان ضرورياً.. أعنى كان صعباً أن أتعرى. لم يكن عندي أي مشكلة في أن يكون هذا المشهد في السيناريو لأن مثل هذه النقطة تشكل إنعطافة هامة لشخصية (Sue)، وكانت حاسمة بالتأكيد. الشيء الذي كان صعباً حقاً، هو أن علّي خلع ملابسي. وهو كمن يقال لك مثلاً: تعرى أمامي الآن!! لم يجبرني أحد على فعل ذلك، بل كنت مستعدة لفعل ذلك وأنا أفكر فقط!! فعلت هذا مرة، وكنت ممتازة، وعرفت الآن بأن تلك المشاهد كانت لضرورة فنية، وفنية أكثر من أي مشاهد أخرى في الفيلم، ولم تكن جنسية أبداً للمشاركين. وهي ليست كذلك، لأنك لا تفكر فيها. وبالتأكيد أنت تفكر حقاً في أن لا تكون ذو قناع. وبالتالي فأنت حقاً تنسى بأنك لا تلبس شيء
وقد تعرت كيت وينسليت أيضا بشكل عاقل ومتحفظ، في دور أوفيليا مع المخرج اللامع (كينيث براناغ) في فيلم (هاملت Hamlet). تقول كيت وينسلت: لم يكن سهلاً. وكان ضرورة أن تبين بأن هذه العلاقة بين أوفيليا وهاملت هي علاقة جنسية. ولكي نُدرك فوراً بأن أوفيليا قد أصبحت امرأة، وليست فتاة فقط